الثلاثاء، 26 أبريل 2011

محاكمة حب

كل من تكون مشكلتة فى حياته هو الحب .. ولكن هل لابد ان يكون الحب هو الحب الذى يكنه الرجل لامراة ؟.. سمعت جملة قالها الفنان اشرف عبد الباقى فى احد الافلام وكانت جملته محقا فيها لدرجة لاتوصف .. واصاب الهدف فيها لحياتنا اليومية .. فهناك شخص مشكلتة مع الحب انه لايعرف كيف يحب.. وهناك اخر يبحث عن من يحبه... وهناك من لايعرف كيف يجعل الناس تحبه ...واخرون واخرون .. كلها مشاكل متعلقة بالحب .. وهنا لابد ان يكون لنا وقفة مع صلب الموضوع نفسة .. المتهم هنا اليوم هو الحب .. اتهمه الكثيرون واثنى به الكثيرون .. وتملق منه الكثيرون .. ولكنه لم يبالى بهذا واخذ فى الانتشار بيننا يسعد هذا ويحزن ذاك .. لذا كان لابد من ان نحكامة لنعرف ... هل هو مذنب فيما فعل ؟؟ فنعاقبة جميعا .. ام هو برىء ونحن من نفعل هذا بانفسنا ؟... تعالوا معى لنحضر المحاكمة الاضخم فى التاريخ .. فالمتهم واحد ... والمتضررين ملاييين على مر العصور... تعالوا معى لبندا الجلسة ... ونسمع ونرى ..
********************************************
المكان : ساحة هائلة فى الخلاء يقف فيها ملايين البشر ..
الزمان : لامعنى للوقت فعقارب الساعه نفسها توقفت عن الدوران لتتابع هذا الحدث ...
الوصف التفصيلى : ملايين البشر يقفون ويتحدثون فى صخب مجتمع كانه هدير الف شلال من الماء .. منهم هو ساخط ويتحدث فى غضب مكتوم .. ومنهم من يتحدث فى وهن وحزن ... ومنهم من يتحدث فى عشق وغرام .. ومنهم هو صامت يسترجع احداث حياته وقلبة .. ومنهم هو متلهف لرؤية المحاكمة المرتقبة ... الاف المشاعر المختلفة متجمعه فى هذا الجمع الرهيب... والاف من مكبرات الصوت فى كل مكان معلقة فى الهواء حتى يتثنى للجميع سماع المحاكمة باقتدار ..وفى المقدمة ... قفص جميل معلق على ارتفاع كبير يراه الجميع .. ولا يوجد بداخله شىء... وفى انتظار الحب حتى يمثل فية امام المحكمة ... وامامه المنصة ضخمة للغاية ويقف بجوارها حراس اشداء يرتدون ملابس لا لون لها غريبة الشكل .. يمثلون الحياد فى الحياة ... وكرسى ككرسى العرش مهيب الشكل ضخم الحجم .فى انتظار القاضى المنتظر ..وبجانبة كراسى اخرى مماثلة فى الشكل مختلفة اقل قليلا فى الحجم ..للاعضاء وممثل المدعى العام للغرام ...لايوجد مكان للمحامين .. فلن يترافع عن الحب محامى ابدااا لانه سيدافع عن نفسة .. وايضا الاخرين سيدافعون عن انفسهم ... الاف الشخصيات المشهورة بالحب وقصصة نراها واقفين وسط الجمع ... ففى ركن بعيد يقف قيس وليلى ..يتهامسون فى عشق جميل .. وكان كل هذا لا يعنيهم ... وفى ركن اخر تتمدد كليوباترا علىمخدعها وبجوارها انطونيو .. يحاول ان يستجدى حبها فى عظمة ... اما هذا الذى هناك والذى يحاول ان يتسلق الشجرة فهذا روميو يحاول التسلل للحديث الى جوليت حبيبة قلبة وملهمة قريحته ... وفى ركن اخر ارتفعت عقيرة المتنبى شاعر العرب .. وهو يغزل احدى جواهرة الشعرية لحبيبة قلبة خولة شقيقة سيف الدولة الحمدانى ... اما عنتر فانطلق فى عزة وقوة ليعبر حاملا عبلة على حصانه الاسود متحديا كل الصعاب ومنقذا لها من كل شر يحيق بها .. وبالمثل كان شمشون يقوم باستعراض عضلاته امام دليلة وتنظر اليه هى فى دلال وتقول بداخلها كل هذة القوة صنعت من اجلى وتنهار امام سحرى وجمال .. .. ويقف فى عظمة هتلر وبجانبة فى ذراعه اوليفا براون زوجته المنتحرة معه بعد الحرب العالمية .. ويرفع راسة بشموخ وتحدى وكانه لم يتسبب فى خسارة المانيا لحربها الاخيرة والاعظم مكتفيا بحبيبته فى يدة ... وفى داخل كرسى العرش يجلس ادوارد الثامن ملك انجلترا يفكر فى حزن عن مصير حبيبة قلبة الليدى سمبسون هل يتنازل عن عرشة مقابل الحصول على قلبة .؟؟ .... الاف والاف القصص تعيش وعاشت وستيعش وسطنا تقف الان فى انتظار وصول الهيئة الموقرة والحب ليسمعوا ويروا ... كل منهم غزلت عليه القصص وضرب بة المثل فى العشق ... وكان اسطورة عاشت وسط التاريخ بارزة بالحب ...والان نحن فى انتظار الحب ... لتبدا المحاكمة ... ولن ننتظر كثيرا ... فدعونا لنرى .. ماذا سيتم .... ؟...
****************************************
مازلت الصخب يدوى فى كل مكان وقد اشتاقت كل الجموع الواقفة لبدء المحاكمة وبشدة فكل منهم يتمنى حكما بعينه على الحب .... فمن يعيش فى حب وسلام ...يتمنى ان يعيش الحب وان يستمر....ويزداد انتشارا ... ومن جرح بغدره وصار شريدا بقلبة لا يجد ماوى لقلبة بين البشر .. يتمنى ان يعدم الحب والا يعيش ولو لحظة واحدة.... .وفجــــــــــاة ....دوى صوت جهورى عبر مكبرات الصوت ....ينذر قائلا:
لـــــــــــــــــــقد وصـــــــــل المـتــــــــــــــهم ......
وصمت كل الفجاة فى صمت مهيب نزل على المكان كانه الليل بعبائتة لايترك مكانا لهمس ....ومن بعيد جائت حوامة جميلة الشكل يحيط بها عشرات الاطفال اشباة كيوبيد باجنحتهم الصغيرة حاملين سهام الحب فى ايديهم ويضحكون ضحكة ملائكية .. .. وينظرون الى جموع البشر راغبين فى ان يضربوهم بسهامهم الصغيرة فى قلوبهم مباشرة .. ولكن قواعد الجلسة والمحاكمة صارمة ... لذا فاخذوا ينظرون الى الناس عابثين فى ضحكات بريئة ... والناس تنظر اليهم ومنهم من يرغب فى يقوم بقتلهم شر قتله معتقدا انهم السبب فى العذاب والجحيم الذى يعيش فية ... ومنهم من ينظر اليهم بلهفة متمنيا ان يمروه بالمزيد من سهامهم حتى يزداد عشقا وحبا لحبيبة ... ولكن سرعان مانسى الكل جميع مشاعره عندما اقتربت الحوامة من القفص المعلق واخذوا ينظرون منتظرين مشاهدة الحب وهو يدخل القفص المنشود... وخــــرج الحــــــــــب...
خرج الحــــــــــب وهو شىء لايستطيع شعراء الارض جميعا وصفة على النحو الذى شاهدة بة الجمع الموجود... كان وكانه طاقة نور ولكنها بالف شكل والف تعبير.... فتاره حزينة وفى غمضة عين سعيدة وفى احيان اخرى شاردة وكل هذا يتغير بسرعه مذهلة وبشكل يصعب وصفة ولكنه الحــــــــــب احس الجميع بان هذا هو الحــــــــــب وتعالت الصيحات من كل صوب : اقتلـــــــــــوه ... دعونا نعيش بلا حـــــب ...كفاينا عذاب......وتعالت صيحات اخرى مقابلة : اتكروه كى نعيش .... نريد الحياة وهو الحياة ...لا تاذوه فهو قلب الدنيا .. واساس البشر..... وسرعان ماوضع الحراس الحب داخل القفص وجلس صامتا ينظر للبشر وشكلة مازال يتغير مسرعا فى اقل من الثوانى .... وياله من مشهد .... متهم واحد.... وملايين الشاكيين .... وملايين المدافعين ...
وجلس الجميع فى انتظار وصول هيئة المحكمة .... يقولون ان القاضى لن يكون من البشر ولن يكون من الكائنات المعروفة .. ترى من سيكون ؟... ثم تعالى صوت دوى كطرق على خشب ... وظل يتعالى حتى صمت الجميع تماما منصتين مترقبين الحدث التالى.... ثم ارتفع الصوت الجهــــــــــورى ...
مـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــكمــ ــــــــــــــة........
انتفض الكل فى رهبة ناظرين الى القاضى وهيئة المحكمة وهم يصلون ...وكما قلنا فان القاضى اليوم كان كانه مزيجا من مشاعر متعددة ... فكان الحكمة والوقار والمنطق والخبرة واشياء لاتوصف .. فقط كل مانستطيع قولة تجهاهه انه قاضى جدير بان يصبح حكما فى مثل هذة القضية ....وجلس المدعى العام فى جانبه وجلس اعضاء المحكمة على يمين ويسار القاضى .... وصمت الجميع . فى رهبة وسكون تامين ... وظل القاضى ينظر للماثلين امامه فى حكمة ....ثم نطلق بصوته الوقور المدوى داخل مكبرات الصوت ..
بــــــــــــــــــــــدات الجلــــــــــــــــــــــــسة ....و ...... ( وللحديث بقية )
***********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق